مدير الخلوة Admin
عدد المساهمات : 408 تاريخ التسجيل : 09/02/2010 الموقع : https://kholwae.keuf.net
| موضوع: الذكر بـــــ (الله الله , هو هو ) الأحد يناير 16, 2011 7:43 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد}
اولا , قال الله في كتابه الحكيم :
( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا ) (الحشر:23) ، ( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) (الحشر:24) ، ( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (الحديد:3) ( وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (الأنعام:103) ، ( وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) (النور:25) ( وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ) (الشورى:19) ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) (الذاريات:58) ، ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) ( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (البقرة:255) ، ( وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ) (التغابن:17) ، ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ) (الإخلاص:2) ( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) (البروج:14) ، (وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (الشورى:28) ( وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ) (سبأ:26) ، (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ) ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) (الأنعام:18) ، ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ ) (الحجر:86) ، ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) (الذاريات:58) (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ) ( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ) (الطور:28) .
ثانيا , تعريف بالذكر المطلق :
الذكر المطلق:فهو ما لم يقيد بزمان ولا مكان، ولا وقت ولا حال، ولا قيام ولا قعود، فالمطلوب من المؤمن أن يذكر ربه في كل حال حتى لا يزال لسانه رطباً بذكر الله، والآيات في ذلك كثيرة منها قوله تعالى: {فاذكُرُوني أذكُرْكُم} [البقرة: 152]. وقوله تعالى: {يُسَبِّحون الليل والنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 20]. وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكُروا اللهَ ذكراً كثيراً وسَبِّحُوه بُكرة وأصيلاً} [الأحزاب: 41ـ42]. وقوله تعالى: {والذاكرين الله كثيراً والذاكراتِ أعدَّ اللهُ لهُمْ مغفِرَةً وأجراً عظيماً} [الأحزاب: 35]. وغيرها من الآيات التي تدعو إلى الإكثار من ذكر الله مطلقاً دون تقييد بزمان ومكان، كما أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ندبنا إلى ذكر الله مطلقاً في جميع أحوالنا وأوقاتنا.
فقد روى عبد الله بن بسر رضي الله عنه، أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثُرت عليَّ، فأخبرني بشيء أتشبثُ به، قال: "لا يزالُ لسانُك رَطباً من ذكر الله" [رواه الترمذي في كتاب الدعوات وقال: حديث حسن].
وقد وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه) [أخرجه مسلم في كتاب الطهارة وفي كتاب الفضائل، والترمذي في كتاب الدعوات، وأبو داود وابن ماجه في كتاب الطهارة].
وقد دعانا عليه الصلاة والسلام في أحاديثَ كثيرةٍ إلى أنواع من صيغ الذكر من تسبيح وتهليل وتكبير واستغفار، دون أن يحدد لها وقتاً معيناً، أو مناسبة خاصة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لم يفرض الله تعالى على عباده فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً، ثم عذر أهلها في حال العذر، غير الذكر، فإنه لم يجعل له حداً ينتهي إليه، ولم يعذر أحداً في تركه إلا مغلوباً على عقله، وأمرَهُم بذكره في الأحوال كلها، فقال عز من قائل: {فاذْكُروا اللهَ قياماً وقعوداً وعلى جُنُوبِكُم} [النساء: 103]. وقال تعالى: {يا أيُّها الذين آمنوا اذكروا اللهَ ذكراً كثيراً} [الأحزاب: 41]. أي بالليل والنهار، وفي البر والبحر، والسفر والحضر، والغنى والفقر، وفي الصحة والسقم، والسر والعلانية، وعلى كل حال ["نور التحقيق" ص147]. وقد نهج الصوفية على هذا المنوال فذكروا الله في جميع أحوالهم وأطوارهم.
وكما أن الذكر منه مقيد بزمن، ومنه مطلق عن ذلك، فكذلك الذكر منه مقيد بعدد، ومنه مطلق عن العدد.
ثالثا , التعريف بذكر اسم الله المفرد ويليه التعريف بذكر اسم الله هو :
اللھ : وھو الاسم الجامع لكل الصفات، المنفرد بما لھ )من باھر الآیات، ولذا كان المشار إلیھ فى كلمةالشھادة، والذى یغلب تردیده بین الأسماء الحسنى، وتعم بھ الاستفادة؛ لأنھ جامع الصفات، ومتنزَّل الرحمات، فلا غرو أن یأخذ منھ المرید جوامع التجلیات والإفاضات : فتارة یحس الجمال الذى فیھ یھیم، وأخرى یشعر بالجلال الذى یخشع أمامھ ولا یریم . وھكذا یتردد الذاكر فى ملكوت الشھود متنقلا من مقام إلى مقام، لائذا إلى حضرة الفضل والإكرام، متصاغرا أمام ربھ الحى الذى لاینام، متمسكا بعرى الوحدانیة، دائم الاستسلام تعوده من البسط لحظات، وتصھره من القبض حالات، ولا یزال یتقلب بین خوف ورجاء، وبین رھبة واستحیاء، حتى یتخلص من غفلتھ، ویستعلى على غَیْریتھ، وإذ ھو فى حضرة الإنابة حائر مشدوه فقد آن لھ أن یستقبل اسمھ تعالى ( ھو ) . وإذا كان معنى الاسم (حاضر لایغیب ) ھو : أدركت ماللحضور من رھبة جبارة، وما لھا من آثار وھزات وإثارة، وإنھ لینقل المرید إلى معیة المراقبة الصحیحة، وینتزعھ من أحضان الغفلة وظلماتھا القبیحة، ومن الغیبة حیث قلبھ تحیط بھ المشاغل إلىالحضور والتوجھ وإلى الخضوع الكامل، وإنھ لیحلو لى أن أطلق على ھذا الاسم الجلیل اسم ( المعیة ) أخذا بقولھ تعالى { وَھُوَمَعَكُمْ أَیْنَ مَاكُنتُمْ} الحدید/ وھذه المعیةكما لایخفى تستلزم أدب العبد مع مولاه، وتستدعى أن یتذكر ویتدبر أخراه قبل أولاه، وأن یقبل بالصدق ذاكرا من أوجده وسَوّاه، وأن یتصاغر ویتضاءل أمام من یراه، ومن یطلع على ظاھره وعلى سره ونجواه .
رابعا , الرد على من اعترض :
وقد اعتُرِض على ھذا الاسم وذِكْره؛ لأنھ من الضمائر ولیس منالأسماء ، والاعتراض یسقط إذا علمنا أن ( ھو) إنما یعلق بخاطر الذاكرمقترنا بصفة من الصفات الإلھیة ، فھو الله، وھو الحى، وھو الواحد، وھو الرحمن، وھو الرحیم، وھو ھو الذى لاالھ إلا ھو، وإذكان وضع الاسم الآخذة، ونورانیتھ الساطعة المشرقة - ففیھ یشعر الذاكر بانطلاق روحھ لتكون فى المعیة السنیة، وتنبُّھِ قلبھ ورجوعھ إلى الحضرة الربانیة .
ولقوة روحانیة ھذا الاسم وعظیم جلالھ، كثیرا مایصادف المرید فیھ أول بذور الشكوك فى الحق تعالى، وفى صحة ماھو فیھ من سلوك . والآن آن للذاكر بعد ھذا النور المحرق أن یجد الرِّي، وھا ھو ینادیھ.
| |
|